نحن بصدد دراسة علم المثلثات ، فإن مؤرخي الحضارة اعتبروه علما عربياً ، ذلك (لولا العرب المسلمون لما كان هذا العلم
على ما هو عليه الآن ، فإليهم يرجع الفضل بتوفيق الله تعالى في وضعة بشكل علمي منظم )
وإذا كان أسلافنا قد ورثوا ما توصل إليه اليونان والهنود من أوليات هذا العلم فإن اليونان والهنود إنما بحثوا ذلك في ثنايا علم الفلك ،
إن العرب المسلمين هم الذين نظموا المعارف المتعلقة بهذا العلم ثم جعلوا منها علما مستقلا عن علم الفلك ، وأسموه علم الأنساب ،
لأنه يقوم على الأوجه المختلفة الناشئة بين أضلاع المثلث ،،
وقد استنبط العرب المسلمون الظل (أي قياس الزاوية المفروضة بالضلع المقابل لها مقسم على الضلع المجاور )
كما استنبطوا ظل التمام .
إن حشداً كبيراً من علمائنا المسلمين كان لهم دور في تقدم هذا العلم وازدهاره ،
ذكرنا منهم أبا عبد الله محمد بن جابر البتاني (235ـ317هـ ) وهو أول من وضع جداول ظل التمام
وأبا الوفاء محمد بن اسماعيل البوزجاني (328ـ388 هـ) الذي اوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب ،
وكان جيب الزاوية المساوية 30 دقيقة (أي نصف درجة ) محسوباً فيها حساباً صحيحاً إلى الرقم الثامن من الكسر العشري ،
وكذلك فهو الذي عرف الصلات في المثلثات مما نعبر عنه اليوم بالرمز جا(أ +- ب)
كما كشف عددا من الصلات بين الجيب والظل والقاطع وتماماتها ،،
والجدير بالذكر أن الغربيين بعد أن نقلت إليهم حضارتنا وعلومنا نسبوا الكثيرمن اكتشافاتنا إلى علمائهم مخالفين
بذلك الأمانة العلمية التي يدعونها ،
فلقد اعترف المؤلف الكبير في تاريخ العلوم فلورين كاجوري ) في كتابة تاريخ الرياضيات (( أن هناك أمورا كثيرة وبحوثا عديدة
في علم حساب المثلثات ، كانت منسوبه إلى (ريجيو مونتانوس ) ثبت أنها من وضع العرب المسلمين وإنهم سبقوه إليها
كما أيده بذلك مؤرخون غريبو ن آخرون مثل (جورج سارتن ،، وديفيد يوجين سميث ) وغيرهم
في إن جميع مؤلفات هذا العالم اعتمدت على كتب العرب المسلمين وانه نقل عنهم الكثير من البحوث
خاصة فيما يتعلق بعلم حساب المثلثات .
يقول (جوزيف هل ) في كتابة حضارة العرب : (( إن علم الجيب والظل يعتبر من علوم المسلمين))
وأضاف الدكتور ( ستروك ) في كتابة : المختصر في تاريخ الرياضيات : (( إن كلمة جيب ـــ عربيه وهذا لا يترك مجالا للشك
إلى إن الفضل يرجع على المسلمين في تطويرها إلى ماهي عليه الآن ))
هذه المقدمة المرفقة في كتابنا