عثر أحد الفقراء على كسرة خبز يابسه فأخذ يفكر في ادام يغمسها به
فمر بدكان طاه و قد رأى الطعام يغلي وروائح البهار كالعنبر صاعدة منه, فتقدم الى
القدور وأخذ يقطع اللقم من الخبز ويرفعها فوق البخار المتصاعد وكلما ترطبت يأكلها
فتعجب الطاهي لهذا النوع من الطعام و أخذ يتأمل فيه ..... وبعد أن فرغ الفقير من كسرة
الخبز و اراد الانصراف قام الطاهي و تعلق به طالباً ثمن ما أكله فامتنع الفقير لأنه لم
يتناول سوى البخار , فشكاه الطاهي الى القاضي ... فأحضر الفقير امامه . وبعدما سمع
القاضي اعترافات الطرفين على الأصول المتبعه , اخرج بضعة دراهم من جيبه وشرنها
بقرب اذن ذلك الطاهي قائلاً : هات اذنك و خذ رنين الدراهم .
فقال الطاهي متحيراً : ما هذه المعاملة يا سيدي ؟؟؟
فأجاب القاضي : هذا موافق للعدل و الحق . فمن باع بخار الطعام يقبض رنين الدراهم .